Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

سنن الوداع

nostalgiaImen Soudani - ‎إيمان السوداني

بفضلك أصبحت أحب رجالا لا أعرفهم ،الأسبوع الفارط  أحببت رجلا لا لشيء سوى أنه حزين مثلك عيناه متعباتان جاحظتان مثلك ،البارحة أيضا أحببت رجلا في الباص لا لشيء سوى أنه يستمع لأغاني شيخ إمام و يحفظها عن ظهر قلب مثلك ، اليوم أيضاً أحببت رجلا في المكتبة لا لشيء إلا أنه كان يستمتع بقراء ةروايات ديوستفسكي مثلك.. منذ رحليك عني و أصبح أشباهك موزعينن في البلدة بشكل مريع أصبحت ألتقيهم في كل مكان ،في الحي ،في الجامعة في الباص في كل مكان أذهب إليه ، حقا لم أعد أحتمل هذا !! أنا أكتب إليك هذه الرسالة و قد بلغ الشوق مني ما بلغ .

عزيزي جايك ،هل حقا الحب يصنع هذا الخراب الذي ألتمسه بداخلي أم أن سوء قدري و قلة حيلتي هما اللتان فعلتا بي هذا !

البارحة شاهدت فلمنا المفضل لكنه كان حزينا للغاية على الرغم من أن الكوميديا و الضحك تغزوانه إلا أنه كان حزينا للغاية أظن أن غيابك عني أحدث كل هذا فإنني لم أكن أعلم من قبل أن فقداني لرفيق درب سيجعل من الدنيا أكوام من الرماد البارد و فيض من أحلام خاوية ،عزيزي جايك قد مر من الزمن ما مر لكن أثرك مزال باق، يلامس هذه الروح الهائمة فيك و الساكنة إليك فقط أود لو ألتقيك مرة أخرى لأخبرك عن الكتب التي قرأتها منذ رحيلك و التي لم أجد من أشاركه جنونها من بعدك ،عد لمرة واحدة لأروي لك حكايات جارتي البلهاء التي كلما شاهدتني أحمل سيجارة و كتابا إلا و رمتني بأسهم من النظرات الغاضبة ، أريد فقط أن ألتقيك لمرة أخرى لأقول لك أحبك فمن بعدك هجرتني هذه الأحرف و لم أعرف السبيل إليها مرة أخرى،عزيزي لا أعلم إن كنت ستقرأ هذه الرسالة أو أنك ستتجاهلها كما تجاهلت هذه الحياة لكنني أريد فقط أن ألفت إنتباهك الى أنك رحلت دون أن تفي بسنن الوداع الأولى ،عزيزي جايك أرجوك عد و قل لي وداعا !

إيمان السوداني
سنن الوداع