Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

كن جاري

revolution-mentalitesWejden Chetouen - وجدان شتوان


يمكنني أن أتكلم عن الطرق التي لا تنتمي إليها عن الشوارع التي تقطعك بكل سُكرها وأنت تنتظر الحياة عن العيون التي تنظر لك وليس فيك عن الضحك الذي سوف يذكرك لاحقاً بالبكاء

يمكنني أن أتكلم عن التوحد الذي تشعر التوحد في الوحدةِ والهوية عن اللاإنتماء الذي تثملُه بالكأس عبثاً عن الصحو اليائس عن حب العُزلة عن حب ألعاب الخيال حب الوحش أسفل السرير عن كُره المرآة , وكره كل من يتكلم
يمكنني أن أتكلم عن عقم الكنايات الآن عن حاجتك للبرد عن رغبتك في السعادةِ والهرب إلى آخر نقطةٍ يصل إليها القطار الطويل عن شفتيك الجامدتين
يمكنني أن أتكلم اللغةِ التي ترقد جثتها في قلبك

يمكنني أن أتكلم ولكن هذا كله ستمتصه الكآبةُ كما أمتصتك على مهلٍ حتى الشفافية أبكي ياحزين أبكي


يمكنني أن أتكلم عن قلبك ضجر ، عن قسوة عمرك

عن حياتك المملة عن تعبك ، عن انتظارك لنقطة الأمل في بحر يأسك ، عنكِ أنتِ ، عن مشاعرك المحطمه ، فشلك في الحب و نجاحك في التقاط النجاح الظاهري ، يمكنني أن أتكلم عن بكاءك ، عن دموعك، عن صمتك الأبدي ، عن موتك

إن التعري لَهُ حدود ، تعرية الروح ، الجسد، القلب ، الجنس لَهُ حدود ، الكآبة والحزن والعزلة ، الجنس غير ضروري عندما تصل لنقطة الأصل ، نقطة الاكتفاء ، إن الله وضع كل شيء مباح كل شي في خواء وتعرية ، بغض النظر عن الأشياء المحرمة ، فهي تعود في الأصل الى عقيدة ، وجوهر الانسان ، المسألة ليستْ في العري والجنس ، المسألة هل إشتقتَ لي ام لا
كلما ازداد الانسان وعياً وألما كلما وصل الى مرحلة لا يستطيع بها ان يكذب او يتنكر ، في داخلي لا وجود الى الأشياء المزيفة ، هنا يكمن الجسد العاري ، حتى لو كانت افكاري عارية ، هنا تكمن الروح التي تريد ان تكتب بحرية مطلقة ولا شيء غير ذلك البتة

أنا التي قد سجنتُ في أعماقي ،

انا المقيدة اتجاه ما ارغب ،

أنت اللوحة المعلقة على الجدار ،

الجدار المظلم جدار روحي ،

أنتَ الجدار الخالي من الثقوب ،

أنا الثقب الأسود في فكرك ،

أنتَ الثقب الأسود الذي يحتوي الكون ،

أنا الثقب الأسود الذي لم تكتشفه بعد ،

انا هي الدنيءة التي ترقد في الحفر،

الحفر الرطبة التي تشبه قاع قلبك ،

انا الرطبة كأطراف قلبك ،

رائحتك دليل على وجود رائحة الياسمين ،

انا الياسمين المنكسر بسبب بعدِكَ عني ،

أنتَ  العصفور الصغير المنطوي الجناح ،

أنا قطرة الماء التي لم تسقط في جوفك ،
كل شيء ملموس كل شيء حسي ونادر فيما يخص وجودك ،
أنتَ وحيد و فريد  بإستقلالك عن الذين حولك ،

أنتَ جميل لأنكَ وحيد ،

أنا شيء منكسر كصحن أو ماعون صغير

انا رذاذ هذه التعاسة التي لم تلتئم بعد

أنا صورة حزينة وقعت على الارض ،

أنا شامة صغيرة في جلدك

أنا لا شيء

لا شيء
أنا ابحثْ عّن شيء يشبهك برائحة جسدك طرفك الأخير الطاهر ،
برائحة الشيشة

براحة النوم  
أنا لا شيء ، أنا فتاة صغيرةٌ

أنا حالمة

تعيش في غرفة مظلمة

وتبحث عن شيء برطوبة يشبهك

أنا غصن نحيل يميل باتجاه المجرة

أنتَ مجرة سوداء ، تركوازية اللون ،

أنا قلبي بنفسجي اللون كمرارة وحيدة

أنتَ إلاه الخوف والزعفران والروائح القديمة

أنتَ إلاه  تسبح في داخلي

جميع الأضرحة المقدسة تذكرني بكْ

أنتَ القديم جداً مثل الأزل

ولأنني لا أعرف الأزل

أبكي مثل طفلة وحيدة فقدت رائحة أبيها التي

تشبهك

الى أين تمضي الحياة بِنَا ، ما الذي يفعله المجتمع من حولنا ، انه يفقدنا سعادتنا وأملنا ويقودنا نحو البؤس ،

الا انني اصبحت يائسة في ظل ظروف كهذه ، إنني أتكسر واتعفن من الداخل فأنا قد بدأت بأن اقرف من ذاتي ، فها انا أمارس الكتابة وحتى كل يوم ، لعلي أوهم نفسي بأنني لستُ فارغة
ولستُ بواقع أليم كهذا ، فجميع الأشياء من حولي ليس لها اي طعم فهي أصبحت باهتة رمادية مليئة بالغبار ، ومن ثم يأتي عليها الزمن فيقتلها في اعماق رأسي ، أفكر مراراً وتكراراً بأن
اصنع لنفسي كذبة وهمية كبيرة على سبيل ان أخدع نفسي في هكذا ظروف ، فالكتابة احياناً لا تكفي لكي اهرب اليها ، يوجد شيء أعمق من ذلك ، فمثلاً عندما أفكر بأنني

سأموت في ليلة مظلمة كهذه ذات أفكار بائسة ، اشعر بان هذا القرار سيجعلني افقد حزني ، فلا داعي لان اجعله ينتصر علي ، دائماً ما كان ينتصر علي ليس نوع من الهشاشة لكن
خيبات كثيرة تتحداني بعنف ان تسقطني كلما تفكرت بالوقوف ، فها انا ارى كل شيء حزين من حولي ، حتى الذي يقهقهون انهم حزانى جداً فهم يهربون من ذواتهم بهكذا فعل ، لكنني لم
اكن يوماً مثلهم ، ويا ليتني مثلهم ، وفي قلبي المآساة الأعظم ، من الممكن ان هذا هو السبب في رؤيتي بأن هذا العالم بائس ، كل يوم اصحى من سريري ومن ثم انظر للمرآة لعل هذه
الوجه الحقير قد تكرر  ، حتى وجهكِ لم يعد يشعر بكِ ، حقاً حياة بائسة ، فها انا اصبحت ارسم وجهي بأوجه مختلفة ، لوحات كثيرة ومشؤومة ، ليس له هذا العمل اي جدوى ، وقد اتخذت
قرار جدي ان لا انظر الى المرآة أبداً ، ف احياناً المرء لا يُستَحقْ ان ينظر لوجه متعَب كهذا ، عينان ذائبتان من شدة الحزن ، أنف  مدبب اصبح لا يميز بين الروائح ، وجه غريب جداً ، أذن صغيرة
ناشزة كآذان القط ، آه لو أستطيع تشكيل وجه جديد لي ، لقد شاخ وجهي وكثرت تجاعيده وبدا لي انه يسترخي ، يا الهي انقذني بإسمك فلا باستطاعتي ان أغير هذا الوجه ، وما زلتُ
اذكر بعض الذكريات التي غزتني ذات ليلة مظلمة ، الأجواء بالخارج باردة ولا سيما صوت المطر الذي يطرق طرقاً على شباك الغرفة ، كان الوقت غسقاً او ما بعد الغسق وقبل أطراف الفجر ،
الاضواء في الشوارع تنطفىء فجاة ومن ثم تضيء قليلاً وانا انكمش في زاوية سريري وأصر على أسناني احاول ان اهرب من ذكريات كهذه اللعنة ، لون الليل اسود قاتم ، حتى الشمس لم تستطيع لهذه اللحظة ان تتغلب على هذا السواد ، وحتى بالغرفة لم يكن لي ان ارى حتى إصبعي ، آه من رعشة هذا السواد ، شيئان يحركان روحي في وسط هذه الظلمة ، اما ان تنتهي هذه الليلة بمجرد البكاء بصوت خافت ، او بان أهرب  بالخارج لعل هذا المطر قد يغسلني من ذكريات كهذه  اريد أن أخذ رحلة للسماء بين النجوم مع هذا الجسد البائس الذي كان ما دائماً يرفض العيش على كوكب الارض ، ولكن لم يكن لي اي مفر من هذه الذكريات ، فأنا بمجرد انني أفكر بإحدى الحلول ، ستصبح هذه الفكرة كوحش يقيدني على ان لا افعلها ، فولد اليأس الأكبر في قاع قلبي فانا لم أعد قادراً على حماية نفسي ، ذلك اليأس الذي يشقني نصفين ، هذا اليأس البارد الصلد الذي لا يرحم أحد حتى المساكين ، فروحي بدأت بالتمزق قد تفتحت مساماتها وبدأت تتسع الى ان وصلت الى انها اصبحت مشلولة بغيابك الكلي ، كُنتَ انت الوحيد التي باستطاعتك ان تنقذني في ظل ظروف قاهرة كهذه ، كُنتَ ما دائماً تشفق علي  ، لكنك لم تعلم لهذه اللحظة انك سبب في هذه الألآم كلها أنتَ ، أنتَ لم تفهم لهذه اللحظة ما معنى ان اكون تعيس أينما ذهبت ، ليس بسبب الأماكن بل بسبي الذاكرة التي تجمعني بكَ ، عيونك اللعينة قد دمرتني تماماً ، فها انا قد شعرتُ بأنني لا املك اي شيء الا هذه العظام النحيلة ، أنتَ بالنسبة لي ليست برجلٍ عادي ، انا لم اسمع عنكِ حتى في عالم الأساطير ، لستُ أظن نفسي أني قد رأيتُ رجلٍ مثلكْ من قبل ، فلا اجرؤ احياناً وانا لوحدي كيف لي ان انظر لكْ وكيف سأجرؤ على ان أحضنك كما هي رغبتي التي تشددني على البقاء على قيد الحياة حتى هذه اللحظة فأنا  مترددة ، امتزج بالبرودة ، أما انت فطاهر ،طاهر بلا حدود ، لكن فكرة انَك ستبقى بعيد هكذا تؤلمني ، بل تمزقني تمزقاً ، أنتَ سبب هدوء قلبي ، ، على سبيل لقائك في احدى هذه اللحظات الاشد كمداً ويأساً بالنسبة لي ، فها انا اعترف لكْ بأنني وحيدةٌ ولطالما استسلمتُ لحزني وكآبتي دون ان يشعر بي اي احد ، وقد أصبحتَ في هذه اللحظات تنخر بجدران ذاكرتي

إن في ذكرياتي لغزاً لم افهمه لهذه اللحظة ان هذه الذكريات تجذبني إليك جذباً قوياً دون اي مقاومة بل وجود الرغبة الهائلة التي تتدفعني لك

أشعر بأن طاقتي خاوية منذُ اسبوع ، وانا لا امتلك غريزة الشغف أتجاه اي شيء معين

أنا انجذب الى الأشياء الرمادية ، الصور الرمادية، عكس اتجاهي لأي شيء آخر ، أنا بالأحرى شخص رمادي

و أنتَ الملونُ

أنا أريدك .. كن جاري و إرحمني

وجدان شتوان
Saveكن جاري