Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

سأنتظر خروجك

intense-feelingsWejden Chetouen - وجدان شتوان


إني أتعفن ألما لو لا ريشتي هذه و ألواني، كلما تذكرت ملامحك التي لا تشبه

اي شيء في هذا العالم ، مفاصلك الرقيقة ، أطراف اصابعك النحيفة ، عيونك التي تجعلني اهوس وضعيفة بالقدر الذي يجعلني انهزم أمامك كالفراشة ، كل هذه الأشياء لم اعرف قيمتها الا عندما أعود الى منزلي وحيدة بعيد عن روحك الطاهرة ، انا سيّئة لأنني لااعرف تفاصيلك الا عندما ابتعد عنك ، وهذا ما يجعلني حمقاء وحزينة بالحاضر ، وانت وحيد مثل حمام صغير يبحث عن قبة ضريح يطوف حولها وانا اصلي هناك مستلقية على ركبي الهشة انتظر عودتك حيث أماكن السلام الأماكن التي تُحب التواجد بها وهذا ما اعرفه جيداً انه مستقر في ذاكرتي لهذه اللحظة : عندما نكون معا العالم كله مكان ، بوسع الكون روحك تغمر الأماكن كلها

انني سأنتظر خروجك في المساء ، عندما تكون وحيدا من جانب بيتكم ، ماذا سيحصل لو رميتُ بنفسي من أمامك وانا ابكي وقلتُ لك تمعن في وجهي تمعن بي جيداً فكل يوم افقد جزء مني ، ها انا في صراع بيني وبين ذكرياتك ، فهل ستلاحظ اي شيء علي ، لا اقصد من الخارج على الرغم انني مسكونة بالحزن من الخارج ومتأثرة بدرجة مفرطة لكنني مشوهة جداً من الداخل كالجحيم ، ماذا تعرف عن الجحيم ، عندما يكون جحيم كهذا قد استقر داخل جسد نحيل وملئه بالرعب والضعف والسواد ، انا متأكدة لو انك تنظر ماذا بداخلي لتبقى ضعيفا حزينا عليّ ، لا يوجد اي احد شجاع يقاوم منظر كهذا ، الا انني أتحمل كل ذلك من اجلك ، فأنا لم أكن اقصد ان اخيفك ، الا انني اشرح لك بأنك انت السبب في كل ذلك ، مع أنني سأتحمل ألم ساخط اكثر من ذلك لعلي اراك كل يوم ، فهذا ما يجعلني مؤلمة وسعيدة بنفس الوقت ، لقد كُنتُ اعتبر بأن النظر الى وجهك ، يسعني لان أتحمل ما هو اعظم من ذلك ، فأنت لم تفهم بعد ما معنى ان أعتبرك وطناً لي... بل حلماً قد حلمته طوال هذه السنين وانت بعيدا عني ، إن الرغبة في رؤيتي لك في كل يوم ، ترهقني وتعذبني ليلاً ونهاراً ، بمجرد انه يُمر يوم ولا أراك فيه أذبل ، يجدر بي لإشباع رغبة كهذه العيش معك كل ما تبقى من عمري و انا انظر لعينيك ، حاذفة حركة رمشي اللاإرادية ، فأنت كل إرادتي أنذاك ، فهذا ما يساعدني ان أتخطى خوفي وخجلي كل مرة أنا و أنت نهرب بعيدا عن ضجيج المدن لضجيج السهر، لحياة من نوع خاص حيث الجرأة و تحدي تقاليد مجتمعنا المتخلف أساسها

كلما أعود لبيتي وحيدة ، بعدما أن غُرست لليلتان في حضنك الدافئ أشعر بالأسى

و كأنني لم أكن يوما معك ، و تعود أنت سريعا لبيتك ، فرحا بما قضيناه معا.. فرحا بي و لي، بروح خفيفة ينقض يومك بالعمل بعيدا عني...و أنا أعود لفراشي وحيدة، تلك الليلة كم أكرهها ! ففراشات أفكاري المزهرة اللتي أعود بها تخاف ظلام ليلي الحالك بدونك ... أظم نفسي بنفسي و كأني خبأتك بروحي و أبث تحت جفوني صورة خبأتها بذاكرتي لك و أنت نائم بجانبي، تبحث عن يدي لتمسكها و أنت باللاشعور تغمرني بكلّ مشاعر الكون

ومتى تمنيتُ ان أكون معك وليتني كُنتُ دائماً معك ، فلن يحدث هذا كله معي وأنا بالقرب منكِ إلّا

و ها أنا الٱن ببيتي أنتظر أن أراك مرّة أخرى على أحرّ من الجمر

و عندما أطلب منك أن تكون أكثر رفقا بي ، بهذا الحرمان الذي ينخر شعوري و أنت بعيد تتحججٌ بقلّة حيلتك و دهائك بالرومنسيات و أنت غير عليم بأنّك أكثر رجال العالم حنانا و دلال و رفقا
لو انك كما قلت لما وضعت ذراعك على كتف صديقك وأخذت صورة تذكاريّة لما أخذت هاتان الطفلتان بالاحضان  لما كانت عيونك العسلياتان تلمعان ويشعان من خلالهم النور .. لما لبست قمصان مليئه بالحياه .. ولما كانت ذقنك شبه مهمله بترتيب على خديك وشعرك الاسود مسرح بصوره لطيفة .. لما قد احببت أمك ودعوت لها بان يطل في عمرها .. لما ردت عليك بدعوة قد توصلك الى الجنة لو أنك كما تزعم لما كان صديقك يقدرك لرأيت الناس ينفرون من حولك .. قد تقول لي أمعني النظر عزيزتي سأقول لك أمعنت لو انك كذلك لما قلت لي عزيزتي قد تقول انا عزيز نفسي .. لو انك قاسي لما رأيت الياسمين ينبت من جبينك .. أنت أمعن النظر بداخلك ستراك أوسع كخيال مليء بالمجرات اللامعة .. لا أنكر ان العالم متسخ لا يحصر إلا القذارة .. لكنك  انت الياسمين الذي مهما خانته الفصول يبقى أبيض ذو رائحه عطرة .. إجعل مدى رؤيتك لا تنحصر بفكر رجعي شنيع ولا تضع أملك بهذا العالم البائس ليكن أملك بالله  يا حبيبي بي ولي.. الحزن يسكن الجميع لكنه لا يدوم طويلاً والفرح كذلك الحياه لعبة إتقنها جيداً  و لا تخف مني فأنا أستحق كل ذرة مشاعر تحملها لي، لست أنتظر اليوم الموعود ككل الإناث الشرقية لأعيش معك لحاظاتي المخلدة ، أنا يغريني أن تسرق من وقتك لتتبادل أفكار آخر كتاب قرأناه ، أنا تأسرني تلك الليالي اللتي نقضّيها معا نتقاسم فيها كل شيئ... أنت لي و بي فلا تخف منّي

مثلي مثل كل أنثى شرقيّة، تتوق لأن تجد من يخاطب عقلها، رجل لا يراها حلوة ليغطيها بل يراها حلوةٌ ليدللٌها

رجل يحلم معها و يحترم حلمها، رجل يدفعها لتحقق إكتفائها في كل مجالاتها لا يدفعها من درج العمارة !

أنا أيقن أنّك مختلف عنهم، أنت غير هذا المجتمع المجرم.. فلطالما لمعت عيناك فخرًا بي عندما أقول لكل مرأة  :'' أنتِ كفراشة صغيرة جميلة لا يعرفها احد ، أنت كفراشة تحترم جناحيها لانها تساعدها على الطيران ، لان هذه السعادة تكمن في جناحيها التي تستطيع ان تكون فيهما بحرية مطلقة '' داخلك الطاهر الذي يخرج منه الكلمات التي تنزف على أطراف قلبي كالماء على الأمكنة المقدسة ، فأنت قدوس من الداخل ، انت طاهر كرجل حزين يصلي الليل الليكلي لوحده يلامس أطراف الفجر، أما أنا فلست سوى مرأة مرتبطة بالمعرفة والامل ومن المحتمل ان تؤثّر على هذا المجتمع السوداوي الذي من حولي وان أحولهم ولو للحظة لزهرة صغيرة ، شكراً لك فهذه الأفكار  كلما أتذكرها ، ايقين بأنني لا أعد جثة في عالم الأحياء ، بل اصبح زهرة أنا أيضا، محظوظة بك لإختلافك عنهم ، منافسة للوقت لأتدلل و أشبِع فكري أكثر بك و لك و منك

وجدان شتوان

سأنتظر خروجك