مـذكّـرات جـنـديّ

soldat-femme-tunisienne
Yasmine Hasni - ياسمين حسني


..تاريخ اليوم.. الساعة تحديدا

!..لا أدري

..لا يهمّني الأمر كثيرا

.أيّامي تتتالى دون عنوان يُدوّن. تتشابه في غرابة فيتوالدمعها الشّوق و الاشتياق الى رؤيتكم


نغرق وسط الظلام السائد و لا نشتكي برد الجبال و لا عصف الرّياح. نتناسى الطمع كما فعل خائنو البلاد و نتعالى عن الرّغبة في التّسلطة و حبّ الذات

..كلّ ما نفعله واجب.. نفعله بحبّ و ولاء

.المهمّ في ذلك أنّ أنفسنا مليئة نورًا وضّاءً و ضميرًا يقضًا

..لي من الوحشة ما يوزّععلى سكّان الكون فيكفيهم و يبقى منه ما يبقى

..حبّ و حنين

.ذاك المزيج من الأحاسيسالمعقّدة أحلّ شفراتها بصعوبة و زوبعة الشوق تقتلني لكنّها تزيدني تفاؤلا للقائكم قريبا

.أخطّ بضع كلمات علّها تنفخ في روحكم طمأنينة و سكينة تُلئم الغربة

!..عجيب أن أكون مغتربا في كنف وطني

أصبّ جام ما يختلج ذاتيبين قطرات الحبر، فاستنطقوها. ستروي على أسماعكم أساطير التضحيات الجسام و تقصّعليكم حكايات الجدّ و الكدّ

أسعى دائما الى تحقيق الأفضل. أسارع في عملي، ربّما ترأف الأيّام بجنديّ متعب فتأخذه حذو أحبّائه

أدوّن ما حباني به فؤادي من عبارات و سلاحي لا يفارق يدي.. قلم و بندقيّة منهكة

أضعت صور الماضي البهيج بين غياهب خضمّ الواجب

أضعت الدليل بين ظلمة لا نور يطلع عليها، لكنّ لي أملا أكبر من أن يهجر بصيرتي، لي حلما متناميا يصنع أيذامي و يحثّني للمضي قدما دون تردّدٍ

..سأعود حين أداوي جراح الوطن حتّى يكفّ نزيفه، حين أطهّر عروقه من جراثيم الارهاب

..سأعود حين أشكّل من العزيمة إنسانا يحتلّ مضجعي و يساند زملائي الأفذاذ

..سأعود يومًا أداعب فيه وجنتي صغيرتي في رقّة و أعصرها برفق بين يديّ الخشنتين لأشتمّرائحتها الملائكيّة و أنتعش

..سأعود يومًا أملأ فيه أذنيّ صياح ابنتي ذات الشّهر و أصيّر من بُكائها موسيقى أتلذّذها فتُهدّء أعصابي

..سأعود يومًا أشبّع فيه مقلتيّ جمال فلذت كبدي و لن أنقطع

..سأرجع اليك يومًا، حبيبتي، لأتعلّم حبّك من جديد..

..عذرًا فوطني أنساني كلّ هيام غيره

____

ياسمين حسني

تحيّة الى كلّ جنديّ فذّ

مـذكّـرات جـنـديّ