لِتَرْحَلْ أنَّى ساقَتكَ رِفعَتُكَ

amour-pur-durSyouar Boughanmi - سوار بوغانمي


أقْصَيتَني مِن شُرفَاتِ الهَوَى

تلكَ التِي قَضَيْتَ فِيهَا وَطَيفهنَّ فُصُولاً..

قُلتَ لا تقصِدِي أَرْضًا

لَن تَعْرِفِي إِليهَا وُصُولاً..
وأعرَضتَ بطَرْفِكَ المَليح

عَن مَدامِعِي التي لَيست تعنيكَ

تتمتم في السِّرِ مُتذمرا

كيف لِقَبيحَةٍ أَنْ تَجْسُرَ فتُغليكَ !

وما لها تجهل أن العُنُقَ إذا ما طَالَ تَمدُدُه

فوقًا إلى السماء أضْنَى صَاحِبَه ثم تَكَسَّرَ

أ لا قُولُوا لِقلبها بِأنْ يُنهِي تَمرُدَه

فما في الفؤاد الذي يرجوه من هُيَامٍ يُؤيدُه

الحب نَصيبٌ مِن الله مَقسُوم

وَمَا أنَا لِطَيْفِها ميَّال وَلا بِقدِّهَا مفْتُون

فلتَسعَى فِي الأَرْضِ بَاحثةً عن قِسْمَةٍ

تُضَاهِي حُسْنَها المُتَواضِع

ونَصيبٍ يَسْتَأهِل عِشْقَهَا المَجنُون

لستُ قَيسًا لُأهدِيَهَا قَلْبًا يَهذِي بِوَجْدِهَا

وما هي بِليلَى لأَستَطيبَ عَذَابَ لَيَالِيهَا

وَمَضَيْتَ عَلَى جُرحِي كَأَنَما نَزْفِي

لِخُطَاكَ فِرَاش قد بُسِطَ مِن حَريرٍ

وَاثِق الخُطَى تَمشِي مُستَنكِفًا

عَلَى وَقْعِ أَنَّات قَلبٍ مُدْنِفٍ

يَحيَا الزَمَانَ بِأكل اللَوعِ

وشُربِ مُرِ الوَلَعِ

لتَرْحَلْ أَنَّى سَاقَتكَ رِفْعَتُكَ

فَلَستُ أَرْقَب لِين غِلطَتِك

لَن تَعْهَدَ مِنِّي نِدَاءً

وإن فَقَدْتُ طَيفَكَ الذِي بِلا رَيْبٍ سَأفْقِدُهُ

لَنْ يَفِيضَ دَمْعُ حِبرِي عَلَيْك رِثَاءً

الحُبُ مَا كَانَ يَوْمًا نَائِبَةً

وَمَا كَانَ الكَلَفُ قَط ابتِلاء

إِنَّمَا نَحنُ نُنهِكُنَا فنُهْلكُنَا إذْ أحْبَبنَا مَا لَيسَ لَنَا

فَتَغدُو ضَنْكًا لَيَالينَا

بَعدَ أَن رَمَينَا بِنَا إِلَى تَهلُكَةِ عِشْقِ مَا لا يُجدِي

حبُه نفعًا ولا يزيدُ فِينَا

غَيْرَ القَحْطِ وَالخَوَاء
سوار بوغانمي

siwar-boughanmi


لِتَرْحَلْ أنَّى ساقَتكَ رِفعَتُكَ