Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

لا قدرة على الأحساس

femme-miroirYoser Chaouch - يسر الشاوش

أشعر و كأنني جسد بلا روح لثاني مرة بعد أربعة سنوات ، و هذه المرة مختلفة عن المرة الاولى ، فعندها كانت مشاعري مبنجة تفتقد الى الجانب الواعي..

اليوم يشرفني حضور ذلك الجانب و لكنه أخطر !

دعني أحلل هذه النظرية بتمعن ..

عندما يشعر المرء أنه في فترة اللاشعور  و واع أنه فاقد لمشاعره ، يتحول تماما لوحش مروض أي تمتلأ فراغاته الداخلية بالانفعالات و القسوة ذلك ليشعر أنه لازال يشعر .. لكنه يشعر أيها القارئ..

كما شعرت أنا للتو بعد خروج أمي من المنزل فأبتسمت عند خروجها و بعودتي الى البيت شاهدت مكانها الذي كانت تنام عليه و أستقبالها إلي بوجهها العبوس، فبكيت..

بكيت لانني أبتسمت ، كان علي البكاء من اول خروجها من البيت..

ذلك أن الشعور المتأخر  يجعلك تظن أنك فاقدا للشعور و لكنك فقط تعودت على القسوة بسبب الفراغات . تعودت على مسك الاحاسيس منذ البداية و تحريرها بعد الفعل..

لا وجود للاشعور يا سادة ! أنت مليء بالاحاسيس في اللحظة التي شعرت انك لا تشعر فانت تشعر  هذا ما يمر به المرء بعد الصراعات و الهزائم فيشعر انه لا يشعر و فعلا يصبح قلبه متعودا على الخيبات و هذا ما يسمى بالتهيء اللاشعوري أي أن عقلك يصبح مبرمجا كالحاسوب ، عند شعوره بالخطر يهيء نفسه، تماما مثل مراحل نمو الطفل يسقط المرة الاولى فيبكي و المرة الثانية يصرخ و الثالثة أيضا يبكي أما إن أعتاد السقوط فعقله يهيأه على ان السقوط وارد  فلا يتأثر كسائر المرات ..لكن هذا لا يعني أنه لم يعد يشعر ..!

هذا ما يحصل لك ، أطمئن يا قلبي لازلت شابّا تنبض بالحياة.

فقط تعودت على الخيبات فأصبحت تتعايش و تتقبل ..

و عليك أن تتقبل أحتمالية الأخطاء أيضا لازلت ستخطأ..

لكن عقلك مدرك تماما على أفعالك ، أطمئن !

أحيانا التهيأ في حد ذاته مخيف و مؤلم ! أنك تخاف الوداع و الخيبات و الآلام و لكنك أعتدتها

فأنت تشعر يا صديقي ! لطالما أنت واع باللاشعورك فأنت تشعر ..

شيطانة القلم
لا قدرة على الأحساس