قبل أن يزورني الموت أرغب في زيارة أماكن عديدة و أحتسي كوب قهوة ساخن على شاطئ بحر هادئ تحادثني أمواجه في سلام فيطربني صوتها و أجعل منه لحنا أكتب على أنغامه آخر كلماتي و التي ستكون على ما أظن كالآتي "لك في قلبي الزائل وطن و لنا في النعيم الدائم حياة "، قبل أن يزورني الموت أرغب في زيارة بلادي و التمتع بكل مافيها ببحارها، غاباتها، جبالها و صحرائها فأتعرف على التونسي صاحب القلب الطيب و الّذي غلب الكرم كل صفاته، بلهجاته المختلفة، بحكايته الخاصة مع الوطن الذي يعشق ترابه رغم أن من يرعونه قد خانوه و خانوا الوطن، أتعرف عليه بكل جزئياته و تفاصيله، بكل ما فيه من وجع و فرح، ألم و أمل، دمعة و ضحكة، شقاء و هناء...

قبل أن يزورني الموت، أرغب في ممارسة حقي في الحياة،  أريد أن لا أموت و لم أغترف بعد من هذه الأرض ما في قلبي من أمنيات و لم أحيّ بين ما فيها من جنان بكل ما يسكنني من تناقضات كهدوئي و جنوني، قهقهاتي العالية و دموعي الكثيرة، نومي نهارا و ممارسة الحياة ليلا...

قبل أن يزورني الموت لي رغبة ملحة في استغلال هذا الكون دون ظلم و لا افتراء فأسرق من  الدنيا ذكريات أورثها لأهلي مع بعض الكتابات أحدثهم فيها فقط على ما في قلبي من أمنيات و أدفعهم للعيش و استغلال كلّ الفرص المتاحة و خلقها ان انعدمت للمواجهة الدنيا و رسم الابتسامات، ليست ابتسامات الشفاه الصفراء بل تلك الّتي يُزهر لها القلب فتنير ظلماته بقمر بل بدر منير مدى الحياة....

قبل أن يزورني الموت لي قائمة طويلة إسمها أمنياتي، لن أنفذها إلا إذا حققت لي أولها، و هي كالآتي " يشاركني حبيبي  أمنياتي أو ستظل مجرد ورقة مرمية بين رفوف مكتبتي تنتظر موتي لترحمها أمي بحرقها مع الباقي "

قبل أن يزورني الموت لي رغبة في الحياة