غياب

waiting-himSouheila Ben Rached - سهيلة بن راشد


هاهي تسمعه يهمس بصوته الأزلي في موسيقا تسمعها ويحبانها معا. يطرق ابواب نومها ويشرعها .. تحدق في المدى المحاصر بين حيطان غرفتها . تمد اصابعها الى جوار الوسادة تتحسس خدعة وجوده الممكن ..

تنتفض غاضبة بسبب هذا الفراغ المستبد بها، كانت تريد حضوره في ليلتها هذه ، كم اشتهت ان تداعب شعر ذقنه طوال ليلتها.

انتفضت واقفة لتظغط مكبس الاضاءة لينفضح الفراغ المهيمن على حجرتها وينكشف الغياب، كل هدا الغياب..

تنسحب سريعا امام المرآة الحائطية لتمرر اصابعها فوق منحوتة الرخام المعتلية لصدرها ، تدقق في هذه المقدرة التي بهما على الشموخ والاستنهاض المفاجي في حضرة الغياب... تتعجب وهي تتراجع لسريرها ساحبة غطائه تحت ذقنها تتحسس وحدتها ...

لتستمع للصوت اياه ، صوته في تفاصيل قطعة الموسيقى الناحبة في الحجرة كلها.

نامت تتحسس جسدها ، بعد ان واربت باب غرفتها على شفق اضائة خفيفة تنبعث من هناك..

كان صوتا في اعماق حلمها طوال ليلتها تلك يدعوها الى الاقتراب .. اكثر فاكثر..

تقترب ، تدخل في الموج ... تنتعش لترتجف اكثر ... كانت خصال شعرها اوتار الات الموسيقى المنبعثة في الحجرة .. هل هذا حقيقي! ، تساءلت، بينما صوته يستمر في نوتات الموسيقى الحالمة تلك.. ومنحوتة الرخام تلك تزداد غوصا في اليم..
Saveغياب