عتاب خفيف الوزن عند أعتاب الحنونة
Foued Abidi - فؤاد عبيدي
رغم كلّ شيء أنا عند عهد الحب معك
فالحبّ دائما يقوم
حتى و لو انهار أحد جدرانه
و صار سفينة في محيط التّيه تعوم
قدري ضخّ الدّم في مسامّه
لإنعاش النّذور و إحياء البذور
لأني عاهدتك أمام الله
أن لا أتركك حتّى و لو اختلفنا
فذاك هو روْح العشق و مطر الغيوم
أن تظلّ وفيّا و لا تتحول مع الرّيح
وأنا عندما اصطفيتك لقلبي
أحببتك بكل مافيك
جمالك و نقاءك و صفاءك و رقيّك
عنادك و حزنك الدّائم و قلبك المكلوم
انا ارتضيتك سكنًا لغربتي بالكُليّة
لست أرفضك أو أحبس عنك الهديّة
أيّتها المشكّكة أحيانا في ولعي بهمسك
أنا أحبّك رغما عن أنفك
حتّى لا يقال أن الحب بيننا يومًا
كان هشّا و طار من ضعفه في الرّيح قشًّا
أيتها المختبئة في تلافيف حزنك
إن شئت بقيت هناك أو لحضني خرجت
فأنا لمواقيت الزّيارة أترقّب
أحمل في راحتيّ مسك العطور
و زنبق الزّهور و علبة موسيقى
و إني أحبّك و أنت تقرأين كلماتي الآن
و إنّي سأقتحم حصونك و أتخطّى شجونك
و أستلّك سيفًا في تمرّد و تطاول
أيّتها الغزالة المرمريّة الرّقيقة
يا قطعة الشّكلاطة الشّهيّة
وحدك تعلمين صدق قولي بعد خالقي
وحدك تحفظين قصائدي عن ظهر قلب
فكيف تتحوّلين و تلبسين فساتينك القديمة
هاهو ثوبك و قد صغته
من غابات الفردوس سحرًا
و من آفاق النّعيم بحرًا
أيّتها الغبيٌة
كيف تسمحين لنفسك أن تجاهريني بالجفاء
أو تزركشي إطار صورتي برسومك العتيقة
كيف تضعين الخواتم المزيّفة حليّا لعرسك
سأظلّ أناجي سهد اللّيالي
و أنقع كلماتي من حبر عينيك
بدمع شاهد على طفرة التّغيير
لأزعزع لبِنَات النّكد في حبّنا ما حييت
أحبّك و إن لم يكفيك حبّي
فأضيفي له فؤادا هو صدى الرّوح
أيّتها السّاذجة في خواطرك
أتعلمين غير الدّم أفضل قربانا ؟
أتدركين غير الزّلفى فوق ضريح المحبّين شفاءا ؟
كيف تبادرين بردع جوارحي
و قمعها تحت طائلة التّفريط ؟
كيف تسامرين النّجوم و حبيبك بدر وشيك ؟
أَلاَ و هو عجيب أمر اهتزازك
أَلاَ وهو غريب ارتعاش أوداجك
سأذبح الألم من صدرك شاة
وأسلخ جلده و أنشره للسّعاة
اقتربوا و انظروا فالوجع هنا قد مات !
أيّتها البطيئة ركضا بين عروقي و أفكاري ؟
كيف تستبيحين زمن الحروب
و تلغين الورد على امتداد الدروب
أَلاَ و إنّ اللّوم في حضرة عينيك لا يجوز
و يحرّم شرعا على كلّ من حاول غيري بقلبك يفوز
ستذكرك الحمائم في أعشاشها
و هي تصدّر من ريشها
خام الدّفء و حنان البيوت
سيقولون عنك غانية رشيقة
لكن في شطحاتك طفلة رقيقة
و لتقفّي زلّات حبيبك دومًا دقيقة
سيُقال عنك أعجوبة ثامنة
أو عصاة نبوّة تلقف الإفك من هواجس العقول
أمّا أنا فسأعزو جبينك لمرج الحقول
و أنافس بعينيك شمس الأفول
فأنت كنت و لا زلت دومًا
قصب سبقي و فرسي الجامحة
سأمتطي عنفوانك و أروّض منك بركانك
سأقصف عروقك النّابضة بالهوان
و أجتزّ شَعر وجعك من جذور البنيان
هزيلة أنت في كيانك
ضئيلة أنت في سقف رهانك
سجعي إلى ضعفك زاحف
علّه يُصدر حكما بالأشغال الشّاقّة
على رضاب الحنّاء سكبًا من بحر كفّيك
و سجنا أبديّا لدمع لعينيك
العقوبة فيك لا تفي و لا تعرف حدًّا
غير أنّي سآخذ كلّ هذا البلاء عنك
و أزرعك نجمة في بيداء قلبي
كلّ هذا و إن رضيت فهو المُنى
و إن نسيت فاخلعيني عنك عباءة
أو ثوري و اكسري زجاج المدينة
و اجمعيني في حلق الخلائق
اعصميهم من الماء و اخطبي فيهم
أنّ الكلّ قد ماتوا و نُصبت لهم الشّواهد
ثمّ أحرقيني بخورا و ندًّا
و دعي غابات الشّوك تنمو في صدرك
علّني أو رُبّما أو ينبغي
أغتال سجّاني و أشرق هلالاً
أو من فلق النّوى أُخلق
لا لشيء تافه في سجلاّتك يُذكر
بل لأنّ الورى بعدي إمّا رسول
أو مصطاف في خان الشّفاه
أو مستمطر لعطفك
أو متسوّل عند أبوابك لا بل و أخرق
فؤاد عبيدي
Website Design Brisbane