سيدي

 

possessivite-hommesImene Ben Slim - إيمان بن سليم

سيدي، اتركها ولا تكن لأفعالها وسير خطاها رقيبا، فما نفع النقش على شاطئ مهجور، وما نفع كلماتك على قلب مبتور...

فما ظنك بعيون حولت من ظلمك ظلامًا، فاعذرها إن لم تعد تراك، عيون قبلت تحدي الأكاذيب اللغوية الناعمة والعبارات التي تعبت من خداعك، يكفيك يا سيدي إخفاء هزيمة مدينتك، ولم تعترف حتى لنفسك أن غيابها أسكت الأغاني وأفقد المعاني...

بربك إن لم تكن لوعودك وفيًا، فأرجوك كن لرحيلك خير صديق، أعطه الوفاء ليهبك نعمة النسيان، ودع عنك مراقبة حسابها على الفايسبوك، تزورها كل ليلة، فتغالط نفسك وتمني عنها حضورًا افتراضيًا، تعوّض فراغها بانتقالة الكترونية بين صورها ومتابعة ما تنشره على صفحتها، فتوهم نفسك وتعقد مع قلبك هدنة ،فترضيه بوجود غير شرعي ولا ترضى له المواجهة والاعتراف.

سيدي، ما جدوى غيرتك عليها بعد انتهاء إقامتك الشرعية في مواطن حياتها،

دعها... فهي تكفّر عن أيامها معك، دعها تطلب وصل المفقود وتنشد لحن الموجود، هي فتاة أدركت أنها لم تخلق للماضي، فأعلنت تمردها الواعي على الزمن وعادت بقوتها ودهائها إلى الحياة لتؤكد مدى شرعية عبارة " ما لا يقتلني يقوني "، حقا يا سيدي لا تذهل كثيرا من شجاعتها وقوتها، فحتى الحياة خسرت أمامها.

لطالما وصفتها بالذّكية، لكنك تناسيت استعمالها لهذه الصفة في وضع حدود عالمها، ألم تعلم أنها أنشأت جغرافيا جديدة لثنايا دنياها، جغرافيا لا تعترف بالعواصم بل بما تكنّه العواطف، لذلك لن تجد نفسك ضمن لائحة العواطف، فأنت ببساطة عاصمة الكلام الجميل الذي لم يعد كافيًا. ذكاؤها يا سيدي كان درعها الحامي من سذاجة حنينها وغباء اشتياقها، فظلت على كبريائها تقاوم وظلّت على دهائها تغامر، وعلى ذكائها تُكابر.

قل لي بأي حق جئت تلومها على حياة أنت فاقدها، تلومها على عينين تصالحت مع وجودها الشرعي في النور والعثور، وابتسامة لم تأبى بشتوية مديدة لأنها كانت معطفها ومظلتها الوفية، ربّما لم تخبرك ابتسامتها أن كلّ ما في الأمر كان مجرّد كذبة واهمة، وأن وجودك لن يغني حضور بسمتها، فابتسامها وطن تحبّه حتى في خرابه الأخير.

كنت تريد أن تحضر على دفنها وتراها تبكي على وصلك، كنت تسلك الطريق نحو مشاهدة مقطع من حطام مدينة بعد زلزال مدّمر، لكنّ ذلك الحطام جمعت من فتاته حجرات وبنت بيتا جديدا، أَعجبت لهذه الصلابة أم انّك أوهمت نفسك أنك أخطأت في العنوان؟ أزلْ عنك الحداد الذي ارتديته لتعزيها، واقبلْ لتهنئها بحياة جديدة، حياة الإرادة والشجاعة وابتسامة القوة والصلابة.

سيدي اقترب ولا تخف من امرأة قوية، فهي تريد أن تقول لك شيئا، تريد أن تقول أنّها ممتنة لك بدنيا العبر والمواقف، تريد أن تقول لك أمضي واسلك طريقا لا تعرفه، فقد استبدلتك بالكتب، استبدلتك بقهوة تخبرها كل يوم عن سير حياتها ونهاية أعمالها. لا تقلق سيدي على امرأة كهذه فاليأس أعلن هزيمته وأعلنت الحياة انتصارها.

سيدي، اتركها ولا تكن لأفعالها وسير خطاها رقيبا، فما نفع النقش على شاطئ مهجور، وما نفع كلماتك على قلب مبتور...فما ظنك بعيون حولت من ظلمك ظلامًا، فاعذرها إن لم تعد تراك، عيون قبلت تحدي الأكاذيب اللغوية الناعمة والعبارات التي تعبت من خداعك، يكفيك يا سيدي إخفاء هزيمة مدينتك، ولم تعترف حتى لنفسك أن غيابها أسكت الأغاني وأفقد المعاني...

بربك إن لم تكن لوعودك وفيًا، فأرجوك كن لرحيلك خير صديق، أعطه الوفاء ليهبك نعمة النسيان، ودع عنك مراقبة حسابها على الفايسبوك، تزورها كل ليلة، فتغالط نفسك وتمني عنها حضورًا افتراضيًا، تعوّض فراغها بانتقالة الكترونية بين صورها ومتابعة ما تنشره على صفحتها، فتوهم نفسك وتعقد مع قلبك هدنة ،فترضيه بوجود غير شرعي ولا ترضى له المواجهة والاعتراف.سيدي، ما جدوى غيرتك عليها بعد انتهاء إقامتك الشرعية في مواطن حياتها، دعها... فهي تكفّر عن أيامها معك، دعها تطلب وصل المفقود وتنشد لحن الموجود، هي فتاة أدركت أنها لم تخلق للماضي، فأعلنت تمردها الواعي على الزمن وعادت بقوتها ودهائها إلى الحياة لتؤكد مدى شرعية عبارة " ما لا يقتلني يقوني "، حقا يا سيدي لا تذهل كثيرا من شجاعتها وقوتها، فحتى الحياة خسرت أمامها. لطالما وصفتها بالذّكية، لكنك تناسيت استعمالها لهذه الصفة في وضع حدود عالمها، ألم تعلم أنها أنشأت جغرافيا جديدة لثنايا دنياها، جغرافيا لا تعترف بالعواصم بل بما تكنّه العواطف، لذلك لن تجد نفسك ضمن لائحة العواطف، فأنت ببساطة عاصمة الكلام الجميل الذي لم يعد كافيًا. ذكاؤها يا سيدي كان درعها الحامي من سذاجة حنينها وغباء اشتياقها، فظلت على كبريائها تقاوم وظلّت على دهائها تغامر، وعلى ذكائها تُكابر.

قل لي بأي حق جئت تلومها على حياة أنت فاقدها، تلومها على عينين تصالحت مع وجودها الشرعي في النور والعثور، وابتسامة لم تأبى بشتوية مديدة لأنها كانت معطفها ومظلتها الوفية، ربّما لم تخبرك ابتسامتها أن كلّ ما في الأمر كان مجرّد كذبة واهمة، وأن وجودك لن يغني حضور بسمتها، فابتسامها وطن تحبّه حتى في خرابه الأخير. كنت تريد أن تحضر على دفنها وتراها تبكي على وصلك، كنت تسلك الطريق نحو مشاهدة مقطع من حطام مدينة بعد زلزال مدّمر، لكنّ ذلك الحطام جمعت من فتاته حجرات وبنت بيتا جديدا، أَعجبت لهذه الصلابة أم انّك أوهمت نفسك أنك أخطأت في العنوان؟ أزلْ عنك الحداد الذي ارتديته لتعزيها، واقبلْ لتهنئها بحياة جديدة، حياة الإرادة والشجاعة وابتسامة القوة والصلابة. سيدي اقترب ولا تخف من امرأة قوية، فهي تريد أن تقول لك شيئا، تريد أن تقول أنّها ممتنة لك بدنيا العبر والمواقف، تريد أن تقول لك أمضي واسلك طريقا لا تعرفه، فقد استبدلتك بالكتب، استبدلتك بقهوة تخبرها كل يوم عن سير حياتها ونهاية أعمالها. لا تقلق سيدي على امرأة كهذه فاليأس أعلن هزيمته وأعلنت الحياة انتصارها.

إيمان بن سليم

 

سيدي