Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

سر تطور الغرب الكافر .. خنزيرة

olivia-children-enfantsCyrine Cheikhrouhou - سيرين شيخ روحه

اليوم وفي بلاد الكفر والغلب والحرام، بلاد البرجين الميتين، إكتشفت ذاك السر الخطير، الذي لطالما بحثنا عنه كشرق وعرب ومسلمين لنحاربهم به ونكون "أحسن أمة أخرجت"، فحاولنا تطوير الأسلحة وطريقة عيشنا بما أمكن لنا من عقول ظننا أننا طورناها، ولكننا كعرب ومسلمين وشرق ننسى دائما أول ما جاء في القرآن وهو "إقرأ" وقول الرسول "طلب العلم فريضة" وغيرها مما ننساه إخواتنا في الله..

لن أطول أكثر وسأحدثكم عن سر تطور الغرب الكافر وبقاءنا أسفل السافلين، السر يكمن في الخنزيرة "أوليفيا".. نعم في الخنزيرة.. ليس في أكل لحمه، إطمئنوا..
"أوليفيا" هي بطلة القصة المشهورة في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي خنزيرة.. لو كانت قصة من قصصنا لكانت البطلة بجعة حزينة أو غزال رشيقة، حتى في الحيوانات نمارس التمييز ونضع للجمال معايير محددة، فلا نترك للطفل حتى إختيار الجمال الذي يعجبه..

سر التطور لا يقف هنا بل هذه فقط المقدمة، ففي حين ندرس أطفالنا عن الإنتحار الجماعي الذي إتفقت عليه حيوانات الغابة، هم يدرسون أطفالهم التالي : أوليفيا أصابها إكتئاب

ليس لأنها فقدت دميتها أو لأن إبن جارهم ضربها، بل لأنها تشكو من حيرة وجودية .. نعم من حيرة وجودية

olivia-deprimee

إذ أنها أخبرت والديها بأنها تشكو من أزمة تحديد هوية..

لو فكر أحد أطفالنا هكذا لجنت العائلة، ولعاقبه المعلم ولأصبح كافر بين الجيران والأصدقاء.. فالتفكير لا يجوز، وأن تسأل من أنا لا يجوز.. بل وأكثر من هذا قد تكفر وتقتل.. تخيل طفل صغير في الرابعة من عمره يدفعونه لطرح مثل هاته الأسئلة ؟ تخيل لو منذ الصغر فتحت لك أبواب الإبداع والتخيل والتفكير ؟

ولكن في مجتمعاتنا تدرس الحيرة الوجودية كأصعب مادة في سن الثامنة عشر مع إصرار الأستاذ على إعطاءك أقل العلامات، فتكره المادة وتكره الأستاذ وتكره التفكير.. وعوض التفكير في من تكون تفكر في من يكون هذا الكائن الشرير الذي لا يريد مني سوى نقود دروس المراجعة.. وعوض التفكير في التفكير في حد ذاته تجد التلميذيكفر بينه وبين ذاته..

أوليفيا الخنزيرة لا تريد أن تكون أميرة لأن الجميع تردن أن تكن أميرات وإن كثرت الأميرات فهي تتسائل عما سيميزها.. ولا تريد أن ترتدي الوردي وفستان الرقص ﻷن الوردي لون كل الفتيات الصغيرات

وما تبحث عنه أوليفيا هو التميز والتفرد بل وتحدي السائد والموجود.. وأكثر من هذا أوليفيا تكره تلك القصص التقليدية التي تنتهي بجعل الأمير بطلة القصة أميرة له

olivia-rebelle

بل يدفعون بناتهم منذ الصغر للتفكير والتخطيط لتحقيق أحلامهم، ولا يحصرون ذاك التخطيط في مجرد رجل الأحلام. في مجتمعاتنا منذ الصغر يربون الفتاة على الحلم بفارس الأحلام وينتهي هذا الحلم بالزواج من هذا للأمير ودخول القفص الذهبي، وينسون أن فتياتهم يمكنهم تحقيق أكثر من مجرد الزواج؛ الزواج لا كفر منه، ولكن يمكن لهاته الذات البشرية أن تحقق كل ما تريده من عمل وفن وإبداع..

olivia-unique-enfants

بل وأوليفيا تدفع الفتيات للتفكير أكثر من هذا بكثير، ليس بتحقيق أجلامهم فقط بل وبالتفرد، وكسر التقاليد وعدم الخوف من تغيير السائد، وهذا كله مع إحترام والديها.. فتحقيق الذات شيء وإرضاء الوالدين شيء والخضوع لهم وللسائد شيء آخر.. في حين أن في طفولتنا علمونا أن التفكير كفر، والأسئلة زندقة والحلم ضعف.. فهذه "سلمى في المدرسة" لا يحق لها طرح الأسئلة، وهذا رامي في الحديقة يلعب بصمت، وتلك سعاد تساعد في ترتيب الطاولة دون حوار أوحق في التعبير..

وفي حين أنهم يزرعون في عقولنا نفس الصورة لنفس الأميرة بنفس الملابس مع إختلاف طفيف في لون أحمر شفاهها أو لون شعرها الحريري دائما، فالغرب الكافر يدفع أطفالهم لمعرفة أن الإختلاف ثراء ولا يغير الألقاب..

فهناك الأميرة الإفريقية، والأميرة الصينية والأميرة الهندية... وغيرهن كثيرات.. وكل أميرة تتميز بتقاليدها وإكسسوارتها وجمالها.. ففحين يحتفل الغرب الكافر بأصولنا نصر نحن على طمس هذه الأصول..

olivia-princesse-africaine

بل وأكثر من ذلك من منا لا يقر أن عند الصغر داخل القسم، إن كان شعرك حريري أكلس فيحق لك عدم ربطه وإن كان شعرك الإفريقي المجعد فلا بط من ربطه ؟!!! يعلمموننا العنصرية منذ الصغر ومن ثم يلومون الأجيال الصاعدة.

ولأوليفيا الحق في إختيار عملها الذي تحلم به، فيمكنها أن تكون إنسانية وتقوم بتبني الكثير من الأطفال من مختلف العالم

ويمكنها أن تكون ممرضة وليس طبيبة

كما يمكنها أن تكون صحافية لعرض الحقيقة وليس للبرامج الترفيهية فقط..

فالفرق بيننا وبينهم شاسع و"مخنزر" .. فخنزيرهم يدفعوهم للتفكير، وتفكيرنا يدفعنا للتخنزر وبيننا وبينهم "خنزيرة"،

وعوض تربية أطفالهم على الخضوع والتسلم دون تفكير وتحديد إمكانياتهم وأحلامهم بل يدفعونهم إلى أقصى حدود التفكير ويدافعون عن حقهم في إختيار مصيرهم.. فمن حق أوليفيا أن تكون
أميرة متمردة أو إمرأة إطفاء أو حلاقة أو محامية أو نجارة .. أو ملكة !

olivia-reine-reve


بقلم سيرين شيخ روحه


سر تطور الغرب الكافر .. خنزيرة