Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

رسالة إلى زوجي المستقبلي

letter-future-husbandSaida Jaafer - سيدة جعفر

أنا حتما لا أملك أدنى فكرة عمن قد تكون

شعرت برغبة في الكتابة عنك كمجهول

و ها أنا أفعل .

لعلني أشاركك يوما هذا المنشور و نضحك سويا على أفكاري العشرينية التافهة هاته ..

إذا، كما قلت لك، لا أملك عنك أدنى فكرة،.

لا أعلم من قد تكون فعلا ، لعلك لا تزال الآن غريبا

أو قد ألتقي بك بعد سنوات، قد نكون أصدقاء في الوقت الحالي و تقول لي في الأيام القليلة القادمة أنك وقعت بغرامي منذ رأيتني، أو قد أفعلها أنا ،ربما..

قد يصيبني حادث و تنقذ حياتي، قد تكون طبيبا، طيارا، أو رساما أو كاتبا، لا أعلم ما قد تكون صدقا، و لا أهتم جدا بقدر ما ستهمني طريقة لقاءنا، في الشارع، أو ربما في مقهى قد تراني جالسة فيه مكفهرة الوجه مجبرة على لقاء أحدهم لا يروقني، قد نلتقي في مكتبة، في مدينة ملاهي، قد تبلل خدك دموعي و أنت تغوص في البحر القريب من بيتنا، و تتلاقى عينانا تحت الماء، أخبرك أنني أجيد فتحهما جيدا حتى ولو دون ارتداء نظارات الغوص، و لو أنني لا أفضّلك أن تكون من مدينتي، لكننا سنلتقي حتما، قد يكون الآن أو بعد أشهر أو سنوات،قد نلتقي بعد أن أكون قد فقدت كل أمل لي في جنس الرجال،. و يا عزيزي، قد لا نلتقي أبدا.. و هذا هو أهم جزء .

إن لم نلتق أبدا، فأرغب في أن أطلب منك أن تقرأ الآتي و تكون على علم بما يلي :

أولا أنني أشتاقك كثيرا، بدون أن أعرفك حتى، ذاك القلب الذي يسكن شطري الأيسر بداخلي و الذي يستمر في البحث عنك ، يتوق لإيجادك بشدة، لكنك البعيد المجهول الذي لا يبدو أنني سأعرفه يوما ..

سيأتي يوم، و نلتقي فيه ،ستكتشفني حقا، كما ينبغي أن تعرفني.. كما يجوز لك أن تفعل، عن قرب، بكل تفاصيلي التافهة و البسيطة، منها إلى العميقة بداخلي، لتصل إلى روحي الحقيقية .

و لو أنني لا أوافق فكرة الزواج كثيرا، و لكنها عاداتنا و لا بد من أنك ستكون يوما زوجي، ربما بعد قصة حب طويلة أو علاقة لعلها ستمثل صبرنا و قوة تحملنا لأية عواقب حياتية قد تواجهنا،.. سنتشارك يوما البيت نفسه، أتصدق ؟

تلك الجملة المبتذلة التي يستعملها الكثيرون "سيغطينا سقف واحد" ،توحي بسجن سيحبس كلا المتزوجين في بيت واحد معا حد الممات، و لكنك ستكون مختلفا، ستكون أنت بيتي، أؤمن بذلك، ستحبني بكل ما تمتلك من قلبك و سأسلمك ما تبقى من هذه الروح داخلي لأحبك بها قدر المستطاع.

سأكون لك كل شيء و أي شيء، ستتوالى الأيام لتتعمق فيّ و أنا كذلك، ستتعود طبعي الحاد غالبا، و روحي الطيبة أغلب الأوقات، سيزعجك أنني متقلبة المزاج سريعا، و سريعة الرضى أسرع حتى، سيعجبك فيّ أنني سأجيد الإستماع لك، أحب الطبخ، و محبّة للنظافة و النظام، لكنني قد أمر ببعض النكسات التي قد تحول دون أن ألمس شيئا في البيت فتضطر أنت إلى غسل المواعين و التنظيف لمدة.

اه على فكرة، من المحبذ لك أن لا تضطر لذلك لأنني أفضّل أنك تقوم جيدا بأعمال البيت لأننا سنتشاركها حتما، لن تظن أنني ربة بيت صح! أنا سأعمل خارجا أيضا، مثلك تماما، و سأعمل بجد في عمل سأختاره بنفسي و سأحبه، و حين ممارسته لن أشعر بالإرهاق ولا التعب، سيكون عن شغف و هو ما سينقص علي و عليك نوبات الغضب المفاجئة التي ستتعودها حتما، في يوم ما سأكون أهدأ من حمل وديع، و في اليوم التالي قد أقيم حربا في البيت بسبب أنني حرقت فطورنا عن غير قصد، فإما أن تخرجني من جو البيت و تأخذني لتناول الطعام خارجا حينها، أو أنني قد ألقي بكل شيئ في القمامة و أقسم ألا أجرب طبخ أطباق جديدة مجددا ،كم أمقت أن لا ينجح ما أطبخه أحيانا..

ستكره فيّ عنادي، أقوم بما أنا مقتنعة به تماماً، و بما أنني شديدة الإقتناع به، فلا خطورة في ما سأفعله على أحد حولي، أنا فقط أحببت أن أقوم به لأنه يناسب الجميع غالبا، ستحب في اهتمامي بك، أنا لن أستمع إليك و حسب، بل سأحتويك بكل ما للكلمة من معنى، سأكون لك الجميع حين يتخلون عنك، سأعانقك، سأقبلك سأداعب خصلات شعرك كما أحب، و خدودك الممتلئة و تلك الذقن التي سأعشقها ،و من ثمة أدغدغك حتى تنفجر ضاحكا، أقسم لك بأنني أكثر إنسانة تحب الضحك و تحب جدا أن تنشره و تكون سببا فيه، أنا فقط مررت حتى الآن في حياتي، بما يكفي كي أتوقف عن الضحك لفترة، أنا فقط أتأمل، و أستنتج أي الظروف تستحق التأثر و الإنفعال لأجلها و أيها لا تفعل، أرغب في أن تكون مضحكا لأنني سأهيم بك عشقا حينها، يكفي أن تبتسم لي حتى يتغير مزاجي المتعكر بسبب اللاشيء.

أحبك جدا و سأعيدها كلما أحسست أنني بحاجة لتذكيرك بهاته الكلمة التي كثر ما تم ابتذالها أيضا، لكنها ستحمل معنى آخر حين أقولها لك، سأنطقها بكل ما بي من حب لك، ستخبرك بها عيناي اللتان لن تنظرا لأحد غيرك، ستخبرك بها يداي اللتان لن تتركا يداك مهما قست عليك الحياة و أزعجتك أقاويل الناس و آرائهم، هم هكذا، سيقولون و يكررون نفس ما قالوا ليستفزوك و يخرجوا أسوأ ما فيك، لكننا لن نهتم لهم،. لنهرب، لنسكن بعيدا عن هذا البلد، لنسافر إلى القمر و لنتخذ من نجومه ملاجئ،. لنصنع لنا سريرنا الخاص بنا، نتشارك فيه حبنا، أستمع فيه إلى شخيرك و أضحك عاليا حتى أوقظك، سأحبك جدا تأكد، بلغت من اليأس من وجود الحب ما يكفي، لأن أعطي كل ما أملك فور إيجاده، عليك فقط أن تقنعني بأنه موجود فعلا، و أنه ليس مجرد قصص خيالية تحكى للأطفال قبل النوم،.

على ذكر الأطفال،. لا أعلم لماذا يحبونني أكثر مما أفعل، لكنني لن أكذب إن قلت لك بأن عيناي تدمعان كلما رأيت إشهارا تلفزيونيا به أطفال، كما لو أنني يأست من إيجاد الشخص المناسب الذي قد أرزق منه بأطفالنا يوما
سأكون أما جيدة، سأفعل ما بوسعي،أما عنك فإنك ستظل ابني الأول و الأخير فلا حاجة لأن تشعر بالغيرة من أول رضيع لنا،.

هو فقط ثمرة لحبنا الذي أتمنى أن يتواصل إلى أن ينتهي رمق أحدنا

أجل، أنا بتلك الحنية و أنا بذاك الوفاء، أنا فقط أرغب منك بالمثل في المقابل.

أحب منك أن تعرف، أنني أحب والداي كثيرا، و إخوتي أكثر ،فإياك أن تحرمني رؤيتهم ما دامت عيناي يقضة، و لك المثل لأهلك طبعا.

أكره ارتداء الكعب العالي حرفيا، لا أجيد المشي فيه جيدا، و لكنني سأتعلم لأجلك، حين أرتديه لأجل سهراتنا الأنيقة أو لقاءاتنا الخاصة بأصدقائنا.

عليك أن تعلم أيضا أنني أحب شعري كثيرا فلا تتوقع مني أن أقصه أبدا، أنا سأفعل ذلك لوحدي إن شعرت بأن طوله صار يزعجني قليلا ..

سيتوجب عليك السهر في بعض الليالي التي لن أشعر فيها بالنعاس مطلقا، و التي لن تجدني فيها سوى إلى جانبك و أنا أطن كما نحلة و لا أتوقف عن الحديث عن شيئ أزعجني خلال النهار، أو حرك في شيئا من طفولتي، فتجدني آخذك معي عشرين سنة الى الوراء، ثم أنام فجأة بين ذراعيك ..

أيضا، ستكره كرهي لأن أمرض،كم أمقت أن أشعر بالضعف و قلة الحركة، قف إلى جانبي و إياك و تركي بمفردي، لأنك ثق بأنني أيضا لن أتركك مطلقا ،سأسميك بيتي، سألجأ إليك دوماً،سأفعل أكثر مما بوسعي لإسعادك، و كلما يتطلب لأن أحبك أكثر و أكثر كل يوم .

أظنني أكملت ما أريد قوله ،.

فقط سارع في إيجادي فأنا في أشد الحاجة إليك، و لا أدري لماذا و لكنني أشعر أنك تحتاجني أيضا،. فلنجد بعضنا البعض قريبا

حسنا؟

أراك قريباً جدا..

أحبك .

سيدة جعفر
رسالة إلى زوجي المستقبلي