Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

خرّيفة

nostalgie-seuleSaida Jaafer - سيدة جعفر

الليلة باش نحكيلك خرّيفة ..

فما خرّيفة تقول، اللي آخر جمعة من شهر ديسمبر

في آخر كل عام..

كل من حزين فيها، يفرح ..

و كل من وحيد فيها يلم شملو باللي يحبهم

و كل من غايب فيها، يرجع ..

عندي تو ستة أيام و آني نحسب ترجعليشي

و ما رجعتش..

حسبت النهار الأول و قلت كان مش اليوم، تو غدوة

نمشيلك لبلاصتنا و نلقاك غادي عاملي مفاجأة

نغمض عينيا و آني قاعدة عالبنك متاعنا اللي مقابل البحر

و نحسب من واحد لمية

و تطلعلي من ورايا و تفجعني، و تعنقني و تضحكني بالدموع لين ننسى الوقت اللي قعدت نحسب فيه و انت ما زلت ما جيتنيش..

النهار الثاني، قررت نشد تاليفوني ما نسيب، قلت أكيد ستوكاج متاعو معبي و لازم يفرغ منو شوية باش كي يبعثلي ميساج باش نتلاقاو ولا نخرجو، نقراه فيسع و نشوفو، نعرفك متحبش كي نبطى عليك..

اما آخر ميساج من عندك عندو فوق العام، ضحكت بيني و بين روحي، و قلت ماو خاطرنا حكينا برشا بالفيسبوك.. نبرر قاعدة

ستنيت ليلتها ميساج ولا حتى آبال انك لاباس، و متفكرني حتى في عز لهوتك، و رقدت و التاليفون بين يديا و قمت بيه طايح شارج و كي حليتو، ما وصلني شي..

النهار الثالث طيبت الماكلة اللي انتي تحبها. .لفيتها في منديلة باش ما تبردش، و لبست حوايجي، و ستنيت الباب يدق باش نخرجلك و ما نخليكش تستنى، مانيش كي برشا بنات، تعرفني نحضر فيسع و حتى كان عملت

مكياج راو حاجة خفيفة، ليك و برا، كان عليا آني، فيبالك بيا نكرهو..

بردت الماكلة و البخار معاش طالع منها، ساقيا وجعوني في السباط تقول عليا سوايع نمشي بيه، وقت آني جامدة في بلاصتي، عينيا مالتاليفون ما تتهزش، تغرب السماء، و ندخل نبدل دبشي..نعمل دوش، نشد فرشي، نتفرج

ف شوية التصاور اللي قعدتلي منك. .نسبك و نبوس تصويرة منهم نحبها برشا، و نرقد.

النهار الرابع، تلهيت نقرى، لهيت روحي بالعاني باش ما نخممش فيك، نعرفك ناسيني و نعرف اللي اني نعرف أما نمثل ع روحي و نقنع في روحي بالعكس، و نستنى منك في صوت و رعشة نبرة و كلام و حروف و جمل و
اسطرة مالوحش ليا. .اما انت ما طلبتش ليك برشا، يمكن ضيعت نومرويا، ولا تاليفونك تسرق ولا تبراكيت..

كملت اش عندي قراية ليلتها ،و رقدت بكري بلا ما غزرت ل تصاورك، صحيح.. اما مشيت شديت نقرى في شوية الكلام اللي حكيناه آخر مرة..عندها اكثر مالعام زادة أما متأكدة انك منسيتنيش فيسع، نتصور مازلت في بالك

كيما انت ليل نهار في بالي و قلبي و ساكن فيا و بجنبي لاسقني في فرشي و في الدوش و في الكوجينة و كي نخرج، غير ما تحبش تكلمني.. زعمة مقاطعني..

النهار الخامس شديت نكتب عليك..قلت باش نعطيك مهلة نهارين أخرين برك..كان ما جيتنيش، معاش باش نخليلك بلاصة في حياتي

باش نخرجك من مخي، باش نمسح اسمك من تاليفوني، من ذاكرتي.. باش نفسخ وجهك من بين عينيا.. و كتبت عليك برشا ليلتها. كتبت و خنتبت و بكيت ياسر، و رقدت بالتليفون بين يديا كي العادة ..

نهار اليوم، قلت لازم نفصلها..تمشيت في حومتك لين وصلت لداركم، الباب العربي الزمني، و القبضة متاع الباب، نجي ندق، قلبي يدق،. يدي ترعش..و برعشة تشد تدق فيسع و تقص، نستنى شوية و نعاود،. و بين ما آني
نستنى، نتفكر قداه من نهار ضايع ما حكيناش فيه مبعضنا، نرجع ندق فيسع و بزربة..تخرجلي أمك، و كي تشوف الدموع في عينيا تفهمني، تقلي ارجع لداركم عيش بنيتي..الله يرحمو و ينعمو، انساه راو مش شوية ماللي

مشى و خلانا، مش شوية اللي صار فينا كي مات و نسانا، عاود حياتك عيش بنيتي و ادعيلو بالرحمة و تذكرو بكل خير..

ما نتفكرش سمعتها اش قالتلي، أمك. اما حسيتها عطاتني كف رجعتني بيه للدنيا، الدنيا اللي عندي عام و الزايد ماللي معاش عايشة فيها و في خيالي معاك و بيك متهنية انك مازلت لهنا معايا و ما خليتنيش، اما الحقيقة انك

عندك عام ماللي توفيت، غير مخي ما حبش يستوعب، غير راسي ما حبش يخرجك مني، غير صوابعي ما حبتش تفسخ نومروك من تاليفوني، و لا تصاورك من بالي، و لا لحظاتنا من ذاكرتي..

سادس يوم و غدوة توفى الجمعة اللي تحكي عليها الخريفة..و انت لتو ما رجعتلي، و نعرف ماكش باش ترجع، عاد هاني قررت آني نجي بحذاك..

سيدة جعفر
خرّيفة