حريتي ناديتها

nostalgie-femmeSyrine Abdelhedi - سيرين عبد الهادي

حريتي، ناديتها و لم تجب..

أميمتي، استنجدتها و قد اختفت..

أبي، أشتاقك رجائي عد..

وطني، أحبك رغم المرض.

أراك يا أمي نغمة تمر بمسمعي و حلما يأنس نومي و حياة لا تنتهي.. في الحلم كنت حذوي و يدك تناعم شعري و نبضك لا يفارقني.. لما اختفيت في رجعة حقيقتي؟ ألا يحق لطفلة في عمري أن تنعم بالعيش في دفء زهزتها؟ يا زهرة ذبلت في أوج نموها..أنا الطفلة التي انقضت نشوتها مع موت وردتها. رحمك الله يا نشوتي!

جف صوتي و أنا أنادي.. لكل من تركني، حتى حريتي.. أعيش هنا في وطن قفلت أبوابه، فاختفت مفاتيحه، ثم امتصت الحرب من عروقه. أسمعه يستنجد، فأود إنقاذه.. أعذرني يا مسقطي ذاك حكم كبير طاغ. لا تبكي تحمل فالدماء ستنهمر لتلد القوة.. و العربي سيسجن حتام تنطق الحرية، ذاك وعد ربي لنا..

فدماء أمي لن تنساب مياها..

يا رب ارحم مظلومك.. و أعن عبدك..و أرجع لي ملكي.. الذي حرمني المستبد من دفءه و نفاه بعيدا عن ناضري.. سأصرخ كل يوم ليسمعني.. أبي ساااعدني!! لازلت أملي في شارع صديقه اليأس، أنيسه الموت و عهده الأنين.. فراقك يا أبي عسير كفك حبل متين.. لا تنسى يوما أن لك ابنة تنتظر اللقاء.. و إن اختفى الصراخ.. أدرك حينها أن الموت اجتثني من العذاب. ليسافر بي عند حضن أمي فننتظرك هناك و ندعو ثلثاتنا لحرية وطننا العزيز. هذا حلمي البسيط!

سيرين عبد الهادي
حريتي ناديتها