الى عشتار..

meditation-dreamsHiba Mezni - هبة المازني

في ليلة بلا قمر

أكتب اليك

لا أكتب

أملؤ فناجين السماء بسكرها

أضيف للتاريخ ما سينساه التاريخ..

عشتار يا قدري

يا قلب القصيد النابض,  يا جزءها الحي

يا خنجرا يغتال صوت الرجعيّة

يا خريفا عفيفا

لا تكوني لي هذا الخريف

لا تكوني لي موتا سريريا

العين حور والقد مسحور والذقن مستور والخد ممتلئ

والراس مخمور,.. ونايك يغني سرا ونايك يغني  على الملأ

حيّة أنت كالموت في أذهاننا

كانعكاسنا في المدينة الفاضلة

كبقايا صور

بلا عنوان

بلا قدر

حية أنت فبثي فينا الحياة فابعثيتا مرات ومرات فبعثة الامس..

بعثة الامس لم تعد تضاهي نواقيس الطبيعة

..لم تعد تكفينا

حتى الغيث لم يعد ينفع

كم نحتاج لطوفان يلطمنا

كم نحتاج لاعصار

أو لنجم يسطع

لورقة رابحة...

تعالي ها نحن ذا نرشف السم المقطر

تفضلي سعادتك شاركينا

انزلي معنا لسراديب المدينة

نريك هناك عالما غير العالم

ترين فيه حطام الالوهية, بقايا الكمال و شظايا ..

شظايا حرب لطالما خسرناها ثم احتفلنا بالخسارة

ومنذ أن احتفل ادم ونحن بالفطرة نحتفل

يا لخيبتنا العضيمة

يا لخيبة اسحققتاها عن جدارة

يا لخيبة ورثناها كراهيّةَ

...

تبدأ الحكاية من كتاب قرمزي فالمكتبة الوطنية

أترين يا عشتار عمق القضيّة؟

بيت القصيد حكاية, فحكاية, بأبواب فرعية

تسري في جثثنا قشعريرة كخيط نور

يرفعنا البراق

لأعلى

لأعلى

نرى الخلود ونشم أريج السكارى

نبلغ حد الهذيان

يذهب العقل أدراج الرياح

كطيف النسيم

كريح الصباح

أتي الخريف فجأة

غادر الكتابَ البراق

غصنا الهوينا فالرذيلة

هوينا الهوينا

فلنمتزج في جسد واحد ريثما نبلغ القاع
لا تخف, سنبلغه مهما تضرعتا ومهما كبر الارتفاع

لا تخف

هنا, يحدث هذا كثيرا
سنمر عبر الجنان مرورا تنازليا

وتبلغ الرحلة مبلغها ان وصلنا الى المدن

سترى لوحات زيتية تعالَج كي لا يتلفها التاريخ أو يقسو عليها الزمن

قل لي أن لا أخاف

قل لي أن لا أخاف

قل لي أن لا أخاف

قل فأنا لا أسمع

لعله ما نسميه القدر

لعله ما نسميه مصيرا

هنا, يحدث هذا كثيرا
...

ها قد رشفنا من كؤوس بنيك الترياق

أتعلمين انّ الفصول هبة القدر؟

وأن مقامك السامي مقام موسقي حزين يحتضر؟

أتعلمين كم من فصل في الكتاب, أعاد, نفس السؤال, بنفس الجواب؟

و لازالت فينا تلك النزعة الغبية

نعيد تكرار السطور بتمعن

بتريث

بتوتز

بمازوشية

...

يا عشتار

سماتنا جداول وأنهار

وسماتك ماء زمزم

جفت الجداول والانهار

ولم تجفّ زمزم

يا من تمسحين دمع اليتاما اغسلي عارنا

القي علينا يا عشتار لعنة أبدية

أنقذي فينا بقايا المدينة السرمديّة

أضرمي فينا النيران هيّا

أو احملينا هناك نرقد في سلام

تعبنا من غزل الكلام

عشتار الصغيرة
دمعك المدرار ودموعك السخيّة
لا حاجة تجمعنا بطلاميسك الخادعة

وأقدارك الموقوتة

و ألاعيبك اللاّعقلانية

غلالَ الأرض جمّعت ثقيلها وجميلها ووفيرها ووهبتها هبة وضيعة طفولية

نمنا جياعا
وناموا ..

هم لم يناموا

هم مثنى مثنى يتمشّون على ضفاف ’’ السين ’’

في مدينة الانوار

هم لم يحبّوا السين

هم لم يحلموا بمدينة الانوار

هم لم يناموا سكارى من حب العذارى وبائعات الهوى ها هناك

هم لم يناموا قط..

عشتار أأتينا بخيط نور بعد

لتبحر من جديد هذه السفينة

لا نريد أن نغرق
لا تدعينا نغرق قبل أن تلثم أفواهنا عبير الحياة

قبل أن يأتي الخريف

أجيبي

هبة المازني
الى عشتار..