ماذا لو كنا نملك تلك العصا السحرية التي لطالما تمنينا الحصول عليها في طفولتنا ... شاهدناها مرارا في التلفاز و كانت حاضرة في القصص التي طالعناها، ادهشنا تأثيرها و لا شك ان كلا منا قد رغب بشدة في الحصول على واحدة ، حتى من انكر انه  قد كان اسيرا لمثل هذه الافكار الطفولية،على الاقل بينه و بين نفسه، حتى ان البعض منا قد جهز مجموعة من الامنيات التي اراد تحقيقها ، و آخرون كانوا مقتنعين انهم لا يملكون سوى ثلاث امنيات يمكن تحقيقها ...!

ثم نستيقظ فجأة من غفوة في يقظة  كانت قصيرة جدا و وسيلة من احدى الوسائل التي نسبح بها في بحر الخيال. ثم كبرنا و اصبحنا ندرك ان تلك العصا صعبة المنال ، او بالاحرى من المستحيل ان نجدها في عالمنا هذا ...عندما نرتطم بجدار الواقع الصلب نحاول ان نجعل تلك الافكار تتلاشى حتى تحل محلها أخرى تتلائم مع هذا الواقع...

افكار و أحلام محدودة تتماشى مع وسطنا ، مستوانا، قدراتنا، و و حدود اخرى لا أعرف من وضعها ليحبسنا في مثل هذه الطريقة الغريبة من التفكير. لما لا نؤمن انه من الصائب لو انقلبت الموازين و اصبحت هذه الحواجز عصيا سحرية نحقق بها ما نريده، في الحقيقة لكل منا عصا سحرية او اكثر وُهِبنا اياها حتى نستعملها لا ان  نصنع منها سدا يمنع تسرب احلامنا لتلتقي بأرض الواقع!

ان تأملنا جيدا فسيشعر كل واحد منا انه محظوظ جدا لامتلاكه قدرة تصنع منه انسانا سعيدا شاكرا لكل نعمة حوله ...شاكرا لكل عنصر من عناصر الكون التي تآمرت لتحقق له ما يريد ... و لو امتلكنا شجاعة كافية ، و بعضا من الجرأة ، لنسينا ما تستطيع ان تفعله تلك العصا التي في افلام الكرتون...لاننا عندها سنكون قد وجدنا وسائل اخرى تجعل عالمنا أجمل