الحب هو المنفى الأخير #2

my-ex-marriedMajdi Hamdi - مجدي حمدي


.. ها قد جاء اليوم الموعود، يوم زواجها، يوم فرحها و يوم جنازته، لبس أفضل ما يملك و وضع رائحة لطالما أحبتها، كان مترددا في الذهاب، و لكنه  أراد رؤيتها بفستانها الأبيض، معه، و لكنها ستلبسه مع غيره، وصل للمكان و جلس في آخر القاعة، كانت تحوم بأنظارها بين الحاضرين و عندما رأته، توقف الصخب من حولها و بلغت دقات قلبها حد الحنجرة  و أحست بأن الدم يتدفق في عروقها مثل دبيب الموت و ركزت بعينيها إليه و إلى الأيام التي جمعتهما .. لقد حضر !! و لكن .. كصديق ؟ أم كحبيب يتألم لفراقي ؟ أم نزوة تمر كهبيب الرياح و لطالما عرف الكثير من النساء قبلي ! حينها أراد أن يخبرها أن النساء في نظره نوعان:

نساء للذكرى و نساء لمجرد اللحظة ..

إنهن مجرد نساء اجترهن حين تهجرني كلماتك أنت، أو حين تقودني نزواتي أن أضاجعهن، هذا كل ما أفعل ! أغرق جسدي في أجسادهن علني أصل إلى ذروة لذتي ثم أنسى ! فكل ما كنت أبحث عنه أنت، و أنت لست هنا، أنت ذكرى، أنت حبلى بطيات وجعي ! حبلى بأحلامي و بأيام الملل، حبلى و لا أعلم متى تلدين دمعا، أو حبا، أو لنقل طفلا يحمل حناني، وقاحتي و وجعي .....

أنا رجل نذل بما يكفي كي ترحلي و كي تضعي السم في فمي لحظة تقبيلي ! نذل بما يكفي كي أحمل إليك حسد في دمي ! لكني لم أضع يوما إمرأة غيرك على صدري و لم أبكي يوما على رفات ذكرى سيدة مرت في طريقي غيرك ! أنتي ياسميني ! أملك من العشق ما يكفي كي اعتصر هنا فوق اهتزازات قلبي أو كي أمارس ساديتي على جسد مثقل بالشهوات ! بالإحتمالات الممكنة ! و في رحلة إنتظاري دفعت الكثير من الضرائب، ألم عن التواني و ألم الاحتمالات و الأماني ..

أبحث عنك في كل النساء محاولا إيجاد من تتقنني كما أتقنتني أنتي ! و اليوم و قد اصبحتي زوجة أحدهم ! أخجل من أن أذكر إسمكي في سطر، أو أشتم رائحتكي في جسدي .. اهجي كلماتك البعيدة كأنني أحارب على ألف جبهة ! و تقودني كل النساء إلى ذكراكي، فقد غيرتي قلبي بالإشتياق و نضجت روحي بالحنين إلى ملقن الدروس ! ف للحنين أعراضه و حاسته، منها إدمان الخيال و النظر للوراء و الحرج من رفع الكلفة مع 'الممكن' .. و من أعراض حنيني إليكي، اللاوعي الذي يجعلني أضع صورتك في فنجان قهوة الصباح و الاستعانة بكحلك في كأس المساء ! و هاهو إعلان الطوارئ في مدينتي و تحجير الحب و الاكتفاء بالجلوس .. تنويه: ليس كل الجنس لذة و ليست كل النساء نساءا .. و يا حبذا لو كانت هناك أنثى بحجم روعتك و وقاحة وجعك ! فصحيح أن زليخة قدت قميص يوسف من دبر و لكنه قد فتنها من قبل و أعطاها صورا للذكرى، أعطاها أملا في ليلة ! كما أعطيتني أنتي الأمل في ما بقي من الليالي !

سيدتي هنيئا لذاك الرجل بكي، هنيئا لصدره بشعركي ! هنيئا لظلوعه بيديك ! و هنيئا أيضا له بكلماتك تلك، التي تروضين بها أعتد الرجال، و إن كنت نلت من عذارة روحك، و هو قد نال من

غشاء بكارتك ! فهنيئا لكي أنت لمجرد الذكرى، فالحنين للغرباء و السرير للأغنياء و سرير الحب للعشاق ...

مجدي حمدي
Saveالحب هو المنفى الأخير #2