Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

الجبناء

hypocrisie-tunisieWiem Achour - وئام عاشور


في البداية يبهرونك بأخلاقهم و يحدثونك عن العشرة الطيبة و الخلق الحميدة و ينحتون في رأسك تماثيل تضحيتهم و تسامحهم مع فلان  وفلتان و علاَن و يصورون لك انفسهم في صورة الملاك الطَاهر الهارب من الجنة الى ان تقول في نفسك من حسن حظَي أنَي قابلتهم ! ...

ثم شيئا فشيئا تكشف لك الأقدار و الصَدف والظَروف و مواقفهم المتضاربة، تكشف لك حقيقة وجوههم السوداء و تتطلع على ملفاتهم الوسخة و تتصفح مجلداتهم القذرة و تدرك أخيرا و ليس آخرا أن تسامحهم مع فلان ليس إلا ضعفا و جبنا و اتَقاء لما يخشون حدوثه و مداراة للفضائح و المشاحنات؛

و أن طيبتهم و لطفهم المتصنَع و المشروط معك ليس إلا محاولة قذرة رخيصة لشرائك و بأبخس الأثمان و إحكام غلق القفص عليك لئلاَ تعترض في وجوههم على ما يقترفونه من زلاَت في حقك ولكي لا تخرج عن طوعهم؛ و أن المعروف الذي يصنعونه معك ياخذون أضعاف أضعافه منك و يجعلونك تندم و تعضَ أصابعك العشرة ندما على شربة ماء شربتها من أحواضهم العكرة.

إنَهم يمتصَون أفضل مافيك مادام لهم بك حاجة و يخرجون أسوء مافيك و ماليس فيك ويكسونك من عيوبهم متى إنقضت حاجتهم إليك؛ إنهم طينة قذرة منبوذة من الجميع؛ الجميع ينبذهم و هم يلتصقون بالجميع حتى لا يبدو عليهم الانعزال و الوحدة؛ و عندما تسأل احدهم: ”لما ينبذونك؟“ تأتيك الإجابة مغلَفة بدموع التماسيح و زفرات المنافقين مع قوَة عجيبة في الأداء: ”لأننا طيَبون و لأنهم منا يغارون و بجمائلنا لا يعترفون...“

أولئك هم الجبناء يكابرون و يكابرون؛ وعلى هذه الشاكلة أبنائهم يربون و يتزوجون و يتكاثرون... و التعايش الزائف يحاولون... و السعادة و الرضى يتصنعون... و لكنهم لا يفلحون و لا يفرحون... و يتألمون و يتسائلون و لا يندمون و لا للحقيقة يذعنون... و لكنهم لا يفلحون.. ولن يمروا... والثمن باهضا يدفعون و سيدفعون.. و لن يفلحوا و لا يفلحون...


ملاحظة : الجبناء الذين أخصَهم بالقول و الوصف شخصيات حقيقية تعيش أو عاشت بيننا و وكل ما قيل فيهم مؤخوذ من صميم الواقع و لو شئت لذكرت أسمائهن و أسمائهم بالحرف الواحد و لكنَي لا أريد لهم الشهرة ولا تخليد ذكراهم القذرة فهم لا يستحقون الذَكر و لا حتىّ التَشهير.

وئام عاشور

الجبناء
Tags: