Notice: Undefined variable: relatedArticlesCount in /home1/datalyz/public_html/tounsia/plugins/content/tags.php on line 149

شيزوفرينيا #5

manel-abdelwaheb-schizophrenia2Manel Abdelwaheb Lakhdar - منال عبد الوهاب الأخضر


كان حساء الخضروات و الدجاج لذيذا جدا... و كأن والدها قد أضاف إلى مكوناته الأساسية رشة حب

و بعضا من روحه الطيبة... هكذا هو والدها الحبيب... يتقن كل ما يقوم به... حتى أبسط أعماله تكون دوما في غاية الإتقان لأنه يفعل ما يفعله من أعماق وجدانه... إنتهت من تنظيف المطبخ و ترتيبه ثم دلفت غرفتها تبحث عن شيء من الراحة بعد يوم طويل إختلط فيه الجيد مع السيء، الفرح و الحزن حدّ التماهي... غيرت ملابسها و سرحت شعرها الحريري الأسود الطويل ثم إندست في سريرها و أخذت حاسوبها كي تعاود زيارة موقع تعلم اللغة اليونانية الذي إلتحقت بأثيره صباحا...تفاجأت بوجود رسالة من أحد أعضاء المنتدى....حاولت أن تتجاهل الرسالة و لكن الفضول لمعرفة محتواها لم يتركها و شأنها....عمدت إلى تشتيت إنتباهها بالإستماع إلى الموسيقى
و التركيز مع الكلمات الجديدة التي تراهن على تعلمها... لكن، و رغم كل مساعيها فشلت في مواصلة تجاهل الرسالة... فتحتها و إذ بمرسلها شخص يسمي نفسه " أوديسيوس"... إزداد فضولها فلم تنتظر أكثر كي تقرأ الرسالة... يا لها من رسالة غريبة حقا!!! إذ يقول مرسلها " مرحبا بينلوبي... أتمنى أن تكوني بخير... لقد غبت كثيرا عن إيثيكا مدينتي الجميلة... طمئنيني عن أحوالها...

ملاحظة : ما كُتب أعلاه محض مزحة سيدتي...أنا مثلك عضو من أعضاء المنتدى أحاول تعلم اللغة اليونانية... لقد راقني إسمك المستعار خاصة و أنه مرتبط بإسمي المستعار في إحدى أروع قصص الحب الأسطورية... أعتذر على تطفلي...."

وجدت نفسها تبتسم تلقائيا... لقد راقتها مزحة هذا الغريب... قررت أن ترد على رسالته بنفس أسلوبه فأخذت تكتب" مرحبا أوديسيوس... أنا بخير و إيثيكا كذلك... لا تشكو مدينتك الجميلة سوى غيابك عنها.... أما آن لرحلة العشرين عاما أن تنتهي؟ أما آن للعنة جبابرة الآلهة أن تزول؟

ملاحظة: ما كتب أعلاه محض مزحة سيدي فقد راقني حسك الفكاهي... أتمنى أن تنجح في تعلم اللغة اليونانية و أن تستفيد من وجودك في المنتدى..."
كانت ليلتها هادئة... لم تخلو من بعض الهواجس

و الآهات و لكنها كانت تشعر براحة عميقة بعد جلسة العلاج التي خلصت روحها من بعض قيودها... حلّ الصباح بحلته البيضاء المزدانة ببعض خيوط الشمس الذهبية... أيقظها رنين المنبه كي تدرك أن يوما جديدا قد بدأ و بدأ معه فصل جديد من فصول مغامرة الحياة التي عليها أن تخوضها لا محالة...ستستهل يومها كالعادة بتعبق رائحة نباتاتها التي تزين شرفتها...تركت السرير و توجهت مباشرة إلى الشرفة كي تمارس أول طقوسها الصباحية... أخذت إبريق الماء كي تسقي النباتات خاصتها و تستمد من نضارة لونها ما يحتاجه يومها من طاقة إيجابية... يراودها شعور غريب بأن يوما سيكون مميزا... مميزا للغاية...


رواية منال عبد الوهاب الأخضر - رسمة شاكر عكروتي
 شيزوفرينيا #5